في عصرنا الرقمي، أصبحت سرقة الهوية عبر الإنترنت واحدة من أخطر الجرائم التي تهدد الأفراد والشركات على حد سواء. يتمكن المهاجمون من سرقة البيانات الشخصية مثل أرقام الهواتف، البطاقات الائتمانية، الرقم القومي، و المعلومات المالية لاستخدامها في أغراض احتيالية.
سرقة الهوية تؤدي إلى أضرار نفسية ومالية كبيرة، وقد يتسبب ذلك في ضياع الحقوق الشخصية و المالية للضحية. في هذا المقال، سنناقش سرقة الهوية عبر الإنترنت، وكيفية حمايتك قانونيًا من هذه الجريمة في مصر.
مفهوم سرقة الهوية عبر الإنترنت
سرقة الهوية عبر الإنترنت هي الجريمة التي يقوم فيها المهاجم بسرقة البيانات الشخصية للأفراد عبر الإنترنت، لاستخدامها بطريقة غير قانونية. يشمل ذلك التسجيل باسم الضحية على مواقع أو تطبيقات دون علمه، أو استخدام معلوماته المالية للوصول إلى حساباته المصرفية أو إجراء معاملات تجارية غير مصرح بها.
تتنوع أساليب سرقة الهوية عبر الإنترنت، مثل:
-
التصيد الإلكتروني (Phishing): إرسال رسائل احتيالية تطلب من المستخدم إدخال معلوماته الشخصية أو المصرفية.
-
القرصنة (Hacking): اختراق الحسابات الإلكترونية للشخص وسرقة بياناته.
-
استخدام الشبكات العامة غير الآمنة: لسرقة المعلومات من المستخدمين الذين يتصلون بشبكات Wi-Fi غير مشفرة.
الأسباب التي تؤدي إلى سرقة الهوية عبر الإنترنت:
أ. نقص الوعي الأمني:
العديد من الأشخاص قد يكونون غير مدركين لأهمية تأمين بياناتهم الشخصية على الإنترنت، مما يجعلهم عرضة للسرقة. على سبيل المثال، استخدام كلمات مرور ضعيفة أو مشاركة المعلومات الشخصية عبر الشبكات غير الآمنة.
ب. ضعف أنظمة الأمان لدى بعض المواقع:
تعتبر المواقع التي لا تستخدم تشفير البيانات أو التي لا تطبق إجراءات الأمان الفعالة بيئة خصبة لسرقة الهوية. لذلك، فإن المواقع التي لا تلتزم بأعلى معايير الأمان تشكل خطرًا على مستخدميها.
ج. استخدام تطبيقات غير موثوقة:
بعض التطبيقات الإلكترونية أو المواقع قد تطلب الوصول إلى البيانات الشخصية للمستخدمين وتكون قد طُورت لأغراض احتيالية لسرقة الهوية أو البيع غير القانوني للمعلومات.
3. الإجراءات القانونية لحماية الهوية عبر الإنترنت في مصر
في مصر، هناك قوانين وتشريعات تهدف إلى حماية الأفراد من سرقة الهوية و الجرائم الإلكترونية. من أبرز هذه القوانين:
أ. قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018:
قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات هو الأساس القانوني لمكافحة الجرائم الإلكترونية في مصر، بما في ذلك سرقة الهوية. ينص هذا القانون على ما يلي:
-
الاعتداء على البيانات الشخصية: يعاقب القانون من يسرق أو يستخدم البيانات الشخصية للآخرين من خلال الإنترنت.
-
التصيد الإلكتروني: يعاقب الأشخاص الذين يستخدمون وسائل الاحتيال الإلكترونية لسرقة البيانات الشخصية للمواطنين.
-
القرصنة: يجرّم القانون القرصنة الإلكترونية واختراق الحسابات للحصول على بيانات شخصية أو مالية.
ب. قانون حماية البيانات الشخصية رقم 151 لسنة 2020:
يتعلق قانون حماية البيانات الشخصية بحماية البيانات الخاصة بالأفراد من الاستغلال غير المشروع. يوفر هذا القانون الحماية للأفراد ضد استخدام بياناتهم الشخصية في أغراض تجارية أو إجرامية دون إذنهم.
ويُلزم هذا القانون الجهات الحكومية و الشركات بحماية البيانات الشخصية وحمايتها من الوصول غير المصرح به.
4. الإجراءات التي يمكن اتخاذها في حال تعرضك لسرقة الهوية عبر الإنترنت:
إذا كنت ضحية لسرقة الهوية عبر الإنترنت، يجب عليك اتباع الإجراءات التالية لحماية نفسك قانونيًا:
أ. توثيق الأدلة:
-
الاحتفاظ بجميع الأدلة مثل الرسائل الاحتيالية، أو الفواتير، أو أي نوع من المعاملات غير القانونية التي تمت باستخدام هويتك المسروقة.
-
يمكنك أخذ لقطات شاشة أو حفظ الرسائل التي تحتوي على معلوماتك الشخصية المسروقة.
ب. التبليغ للشرطة:
-
التقدم ببلاغ للشرطة: يُنصح بإبلاغ الشرطة الإلكترونية في مصر عبر المواقع الإلكترونية الخاصة بهم أو التوجه إلى أقرب قسم شرطة إذا كنت ضحية لسرقة الهوية.
-
التوجه إلى النيابة العامة: في حال كان هناك أضرار مادية كبيرة بسبب سرقة الهوية، يجب على الضحية تقديم بلاغ إلى النيابة العامة للتحقيق في القضية.
ج. التبليغ للمواقع أو الشركات المتورطة:
-
إذا تم استخدام هويتك على مواقع التجارة الإلكترونية أو منصات الدفع، يجب عليك التواصل مع هذه المواقع وإبلاغهم بسرقة الهوية لوقف المعاملات غير القانونية وحماية حساباتك.
د. إيقاف الحسابات المصرفية:
-
في حال كانت معلوماتك المالية قد تم الوصول إليها، يجب عليك إغلاق الحسابات المصرفية المتأثرة والاتصال بالبنك الذي تتعامل معه لوقف أي معاملات مشبوهة.
هـ. استعادة الهوية:
-
قم بتغيير كلمات المرور على جميع حساباتك الإلكترونية المهمة، بما في ذلك حسابات البريد الإلكتروني والتطبيقات البنكية، ويفضل استخدام كلمات مرور معقدة وصعبة التوقع.
و. مراقبة الحسابات والائتمان:
-
بعد سرقة الهوية، من الضروري مراقبة الحسابات المصرفية وتفاصيل الائتمان للتأكد من عدم وجود نشاط مشبوه.
5. الوقاية من سرقة الهوية عبر الإنترنت:
أ. استخدام كلمات مرور قوية:
-
احرص على استخدام كلمات مرور معقدة تحتوي على أحرف وأرقام ورموز، وتجنب استخدام نفس كلمة المرور في أكثر من موقع.
ب. التفعيل الثنائي (Two-Factor Authentication):
-
من الضروري تفعيل التوثيق الثنائي على حساباتك الإلكترونية حيث يوفر مستوى إضافيًا من الأمان.
ج. تجنب الشبكات العامة:
-
تجنب استخدام الشبكات العامة أو غير الآمنة لإدخال المعلومات الحساسة. في حال الحاجة لاستخدام شبكة عامة، استخدم VPN لضمان حماية البيانات.
د. تحديث البرمجيات والأنظمة:
-
تأكد من تحديث الأنظمة والبرمجيات بشكل دوري على الأجهزة الخاصة بك، حيث تحتوي التحديثات على تحسينات أمان ضرورية.
هـ. الحذر عند مشاركة البيانات الشخصية:
-
كن حذرًا في مشاركة معلوماتك الشخصية على الإنترنت وتأكد من أنك تتعامل مع مواقع موثوقة فقط.
نصيحة محامى اون لاين
سرقة الهوية عبر الإنترنت أصبحت من أخطر الجرائم في العصر الرقمي، ويجب على الأفراد والشركات أن يتخذوا إجراءات وقائية للحد من هذه الجريمة.
في حال حدوث السرقة، يمكن للأفراد اتباع الإجراءات القانونية مثل التبليغ للشرطة و التواصل مع المواقع المعنية لاستعادة الهوية وحمايتها.
تعتبر القوانين المصرية مثل قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات و قانون حماية البيانات الشخصية من الأدوات القانونية الهامة في مكافحة هذه الجرائم.
إذا كنت بحاجة إلى استشارة قانونية حول سرقة الهوية عبر الإنترنت أو الجرائم الإلكترونية، محامي أون لاين مستعد لمساعدتك وتقديم المشورة القانونية اللازمة لحمايتك.